مـدخــل:
إن مفهوم الشرطة المجاورة (المجتمعية) مفهوم جديد ينضاف للمهام التقليدية التي تضطلع بها الشرطة في ميدان مكافحة الإجرام وحفظ النظام ويقتضي منها انصهارا أكثر في الوسط المجتمعي وتقربا كبيرا من هموم المواطنين والإلمام بمشاكلهم ومعاناتهم وأسباب الإجرام الكامنة بينهم وأخذ كل ذلك في الاعتبار عند مواجهة كل موقف أو اتخاذ أي تدبير.
فهي إذن مفهوم يزيح عن الشرطة تلك العزلة التي تعمل فيها حيث ينعدم التجاوب أحيانا بينها وبين المواطنين بدعوى أنها تتحفظ من كل تقارب مع هذا الأخير ضمانا لهيبتها ومراعاة لحرمتها كسلطة عامة وبالمقابل فإن المواطن يظل يخشى جانبها ويفضل عدم التعامل معها، وهو ما يجعل الثقة بين الجانبين تنعدم أحيانا مما ينعكس سلبا على دورها.
لأجل ذلك أصبح مفهوم الشرطة المجاورة يفرض نفسه في وقتنا الحاضر حيث السعي الجاد لإعطاء الإدارة بصفة عامة لا إدارة الأمن فحسب مفهوما جديدا يدعو إلى انفتاحها على محيطها أكثر ونشر ثقافة المرفق العام في تعامله مع المواطن.
دواعي الأخذ بمفهوم الشرطة المجاورة:
إن التطور الذي يعرفه المجتمع اليوم في ظل تعقيدات الحياة اليومية وانتشار ظواهر إجرامية مزمنة كتعاطي الكحول والمخدرات وتنامي العنف بين الأفراد وداخل الأسر وفي المدارس، وحالات اليأس وعدم الرضى بين الشباب والتي تترجم أحيانا كثيرة داخل الأحياء والأزقة ووسائل النقل العمومية في شكل سباب أو سرقات بالنشل أو حالات فوضى…إلخ كل هذه الظواهر وغيرها وضعت الشرطة خصوصا شرطة الأمن العمومي أمام تحديات جديدة قد لا تسعفها أنظمتها وطرقها التقليدية في مواجهتها والتغلب عليها بل إن فهم هذه الظواهر المتنامية هو نفسه أصبح أمرا يلتبس عليها كثيرا، لذا أصبحت الحاجة تدعو إلى خلق وسائل وطرق بديلة في العمل وهو ما مهد لظهور فكرة الشرطة المجاورة.
أهداف الشرطة المجاورة:
إن الهدف من وراء فكرة الشرطة المجاورة هو تحقيق المرامي الثلاثة الكبرى التالية:
1- خلق شرطة تسبق الحدث:
إن توظيف أكبر عدد من رجال شرطة الشارع العام توظيفا عقلانيا يغطي كل مجالات المدينة خصوصا منها تلك التي تعيش بها الساكنة الأكثر استثارة وتزويدها بوسائل وتقنيات تتلاءم ودورها الجديد هو الذي سيمكن من فعالية العمل الشرطي في معرفة مكامن التوتر من المجتمع أسبابها ودواعيها والتفكير في مواجهتها قبل أن تتطور إلى أحداث ووقائع إجرامية فعلية ذات آثار إجرامية فعلية ذات آثار عواقب وخيمة.
2- شرطة تحاور المواطن وتحسن الاستماع إليه:
إن الشرطة المجاورة كما يدل عليها اسمها هي شرطة قريبة من المواطن أكثر من ذي قبل يعايشها وتعايشه يوميا في حيه في زقاقه وحيثما حل وضعن، شرطة يستطيع المواطن محاورتها وعرض بعض مشاكله عليها وطلب مساعدتها في كل وقت، وتكون هي من جهتها أيضا مؤهلة لحسن الإنصات وتلقى استفسارات المواطن والرد على تساؤلاته وتقديم المساعدة له عند الاقتضاء، إن مثل هذا السلوك المتبادل هو الذي يوطد الثقة بين الجانبين ويدفعهما للتعاون بتلقائية لتحقيق الأمن العام الذي ينشده الجميع.
3- شرطة تعمل في تعاون وتشارك مع كل الفاعلين في مجال الأمن:
إن اعتبار مسألة الأمن لا تهم سوى جهاز الشرطة نظرة أصبحت متجاوزة أمام تطور المجتمع المدني وازدياد نشاط الفاعلين فيه وتعدد المتدخلين في المجال الأمني لأجل ذلك نجد مفهوم الشرطة المجاورة يدعو إلى خلق تعاون وإبرام شراكة حقيقية بين الشرطة وباقي المؤسسات الأخرى التي لها صلة بالموضوع في شكل اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف مواجهة ظاهرة إجرامية معينة أو الحد من آثارها من خلال ما يساهم به كل طرف من أطراف العقد من نشاط ويبذله من مساعدة في ضوء الأهداف المسطرة سلفا من قبل كل الشركاء.
4- شرطة تعكس صورة المجتمع الحديث:
إن تطور المجتمع الحديث ونضج ووعي مواطنيه وتطلعهم الدائم بل إلحاحهم المستمر على إعادة النظر في سلوكيات المرفق العام وجعلها تتناسب مع الظرفية الحالية بعيدا عن الرتابة عن البروقراطية عن سوء معاملة المرتفقين كل هذه التطورات أخذتها الشرطة المجاورة بعين الاعتبار وعلى نقيضها أقامت فلسفتها التي تدعو إلى تحديث صورة الشرطة تكوينا وتجهيزا بما يستجيب لطموحات المواطن ويرسخ الثقة لديه في هذا الجهاز الذي لا ……. من خدماته.
تقنيات الشرطة المجاورة:
لتحقيق أهداف الشرطة المجاورة السالفة هناك عدة تقنيات اعتمدتها الدول السباقة في هذا المضمار ومنها:
1- شرطة الأحياء l’Ilôtage
تقوم على فكرة تقسيم المدينة إلى عدة تجمعات سكنية صغيرة (حي – زقاق – مجموعة عمارات … إلخ). ويوضع على كل منها شرطي l’Ilotier يتعايش مع مواطني هذا الجزء الذي يراقبه فيتمكن من توطيد علاقته بالسكان ومعرفته مشاكلهم وتطور مشاكل الأمن لديهم وبالتالي التبليغ عن تطور الحالة الأمنية بقطاعه في الوقت المناسب وتكون هذه العملية ذات أثر فعال في تجنب كل تطور إجرامي محتمل خصوصا في المناطق الأكثر تداعيا للقلاقل (مناطق شعبية – أحياء مهمشة – مدن التصدير … إلخ).
2- تحسين خدمات الشرطة:
إن تطوير خدمات الشرطة وتحسينها وتنويعها بها يستجيب لطلبات المواطن هو أيضا إحدى التقنيات التي تراهن عليها الشرطة المجاورة لكسب ثقة المواطن في فلسفتها واستجابته للتعاون معها. ويدخل في هذا الصدد النصوص بخدمات الاستقبال والإرشاد على الخصوص وإيلاء المواطن بالغ الأهمية عند تلقي شكايته أو وشايته أو حتى إيداء تظلمه سواء في الشارع العام أو في مكاتب الشرطة.
كما يمكن إضافة كذلك إلى هذا الجانب خدمات ذات الغرض الوقائي والاجتماعي والموجهة بالأساس إلى فئات أكثر طلبا وحاجة لمثل هذه الخدمات كفئات الشباب أطفال المدارس والأطفال المهملين الذين تتهددهم ظواهر إجرامية قد ينزلقون إليها بين الحين والآخر كتعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
3- ربط علاقات وعقود تشاركية مع بعض الأجهزة المحلية
Développement du partenariat :
إن تطوير التعاون بين إدارة الأمن والإدارات والمؤسسات الأخرى الفاعلة في المجتمع كالتربية والرياضة ومصالح النقل العمومي والوكالات العقارية والجماعات المحلية… إلخ، هو من الأهمية بمكان في مكافحة الجريمة وتحقيق الأمن للجميع.
4- تطوير نظام الشرطة التقنية المجاورة:
إن فسح المجال أمام الشرطة التقنية على أكبر مدى للمساهمة في حل معضلة الإجرام الحضري من خلال تقنيات التشخيص القضائي وتطوير نظام معالجة المعلومات الجنائية وعمليات تحقيق الهوية وغير ذلك من تقنيات الشرطة العلمية هو أيضا من تقنيات الشرطة المجاورة التي تسعى إلى تسخيرها على الصعيد المحلي بصورة واسعة.
5- توظيف وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمقروءة لتبليغ رسالة الشرطة للمواطن وتوعيته بأهمية دور الشرطة الذي تقوم به وضرورة التعاون معها.
وسائل الشرطة المجاورة:
لتحقيق مفهوم الشرطة المجاورة لابد من تمكين الشرطة من الوسائل التالية:
أ- الوسائل البشرية الكافية والكفاءة.
ب- تطوير وسائل العمل الفردية والجماعية.
ت- تكوين الشرطي.
ث- إعداد الإطار التنظيمي وتوفير المرجعية القانونية الملائمة لتحقيق تطبيقات الشرطة المجاورة.
إن مفهوم الشرطة المجاورة (المجتمعية) مفهوم جديد ينضاف للمهام التقليدية التي تضطلع بها الشرطة في ميدان مكافحة الإجرام وحفظ النظام ويقتضي منها انصهارا أكثر في الوسط المجتمعي وتقربا كبيرا من هموم المواطنين والإلمام بمشاكلهم ومعاناتهم وأسباب الإجرام الكامنة بينهم وأخذ كل ذلك في الاعتبار عند مواجهة كل موقف أو اتخاذ أي تدبير.
فهي إذن مفهوم يزيح عن الشرطة تلك العزلة التي تعمل فيها حيث ينعدم التجاوب أحيانا بينها وبين المواطنين بدعوى أنها تتحفظ من كل تقارب مع هذا الأخير ضمانا لهيبتها ومراعاة لحرمتها كسلطة عامة وبالمقابل فإن المواطن يظل يخشى جانبها ويفضل عدم التعامل معها، وهو ما يجعل الثقة بين الجانبين تنعدم أحيانا مما ينعكس سلبا على دورها.
لأجل ذلك أصبح مفهوم الشرطة المجاورة يفرض نفسه في وقتنا الحاضر حيث السعي الجاد لإعطاء الإدارة بصفة عامة لا إدارة الأمن فحسب مفهوما جديدا يدعو إلى انفتاحها على محيطها أكثر ونشر ثقافة المرفق العام في تعامله مع المواطن.
دواعي الأخذ بمفهوم الشرطة المجاورة:
إن التطور الذي يعرفه المجتمع اليوم في ظل تعقيدات الحياة اليومية وانتشار ظواهر إجرامية مزمنة كتعاطي الكحول والمخدرات وتنامي العنف بين الأفراد وداخل الأسر وفي المدارس، وحالات اليأس وعدم الرضى بين الشباب والتي تترجم أحيانا كثيرة داخل الأحياء والأزقة ووسائل النقل العمومية في شكل سباب أو سرقات بالنشل أو حالات فوضى…إلخ كل هذه الظواهر وغيرها وضعت الشرطة خصوصا شرطة الأمن العمومي أمام تحديات جديدة قد لا تسعفها أنظمتها وطرقها التقليدية في مواجهتها والتغلب عليها بل إن فهم هذه الظواهر المتنامية هو نفسه أصبح أمرا يلتبس عليها كثيرا، لذا أصبحت الحاجة تدعو إلى خلق وسائل وطرق بديلة في العمل وهو ما مهد لظهور فكرة الشرطة المجاورة.
أهداف الشرطة المجاورة:
إن الهدف من وراء فكرة الشرطة المجاورة هو تحقيق المرامي الثلاثة الكبرى التالية:
1- خلق شرطة تسبق الحدث:
إن توظيف أكبر عدد من رجال شرطة الشارع العام توظيفا عقلانيا يغطي كل مجالات المدينة خصوصا منها تلك التي تعيش بها الساكنة الأكثر استثارة وتزويدها بوسائل وتقنيات تتلاءم ودورها الجديد هو الذي سيمكن من فعالية العمل الشرطي في معرفة مكامن التوتر من المجتمع أسبابها ودواعيها والتفكير في مواجهتها قبل أن تتطور إلى أحداث ووقائع إجرامية فعلية ذات آثار إجرامية فعلية ذات آثار عواقب وخيمة.
2- شرطة تحاور المواطن وتحسن الاستماع إليه:
إن الشرطة المجاورة كما يدل عليها اسمها هي شرطة قريبة من المواطن أكثر من ذي قبل يعايشها وتعايشه يوميا في حيه في زقاقه وحيثما حل وضعن، شرطة يستطيع المواطن محاورتها وعرض بعض مشاكله عليها وطلب مساعدتها في كل وقت، وتكون هي من جهتها أيضا مؤهلة لحسن الإنصات وتلقى استفسارات المواطن والرد على تساؤلاته وتقديم المساعدة له عند الاقتضاء، إن مثل هذا السلوك المتبادل هو الذي يوطد الثقة بين الجانبين ويدفعهما للتعاون بتلقائية لتحقيق الأمن العام الذي ينشده الجميع.
3- شرطة تعمل في تعاون وتشارك مع كل الفاعلين في مجال الأمن:
إن اعتبار مسألة الأمن لا تهم سوى جهاز الشرطة نظرة أصبحت متجاوزة أمام تطور المجتمع المدني وازدياد نشاط الفاعلين فيه وتعدد المتدخلين في المجال الأمني لأجل ذلك نجد مفهوم الشرطة المجاورة يدعو إلى خلق تعاون وإبرام شراكة حقيقية بين الشرطة وباقي المؤسسات الأخرى التي لها صلة بالموضوع في شكل اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف مواجهة ظاهرة إجرامية معينة أو الحد من آثارها من خلال ما يساهم به كل طرف من أطراف العقد من نشاط ويبذله من مساعدة في ضوء الأهداف المسطرة سلفا من قبل كل الشركاء.
4- شرطة تعكس صورة المجتمع الحديث:
إن تطور المجتمع الحديث ونضج ووعي مواطنيه وتطلعهم الدائم بل إلحاحهم المستمر على إعادة النظر في سلوكيات المرفق العام وجعلها تتناسب مع الظرفية الحالية بعيدا عن الرتابة عن البروقراطية عن سوء معاملة المرتفقين كل هذه التطورات أخذتها الشرطة المجاورة بعين الاعتبار وعلى نقيضها أقامت فلسفتها التي تدعو إلى تحديث صورة الشرطة تكوينا وتجهيزا بما يستجيب لطموحات المواطن ويرسخ الثقة لديه في هذا الجهاز الذي لا ……. من خدماته.
تقنيات الشرطة المجاورة:
لتحقيق أهداف الشرطة المجاورة السالفة هناك عدة تقنيات اعتمدتها الدول السباقة في هذا المضمار ومنها:
1- شرطة الأحياء l’Ilôtage
تقوم على فكرة تقسيم المدينة إلى عدة تجمعات سكنية صغيرة (حي – زقاق – مجموعة عمارات … إلخ). ويوضع على كل منها شرطي l’Ilotier يتعايش مع مواطني هذا الجزء الذي يراقبه فيتمكن من توطيد علاقته بالسكان ومعرفته مشاكلهم وتطور مشاكل الأمن لديهم وبالتالي التبليغ عن تطور الحالة الأمنية بقطاعه في الوقت المناسب وتكون هذه العملية ذات أثر فعال في تجنب كل تطور إجرامي محتمل خصوصا في المناطق الأكثر تداعيا للقلاقل (مناطق شعبية – أحياء مهمشة – مدن التصدير … إلخ).
2- تحسين خدمات الشرطة:
إن تطوير خدمات الشرطة وتحسينها وتنويعها بها يستجيب لطلبات المواطن هو أيضا إحدى التقنيات التي تراهن عليها الشرطة المجاورة لكسب ثقة المواطن في فلسفتها واستجابته للتعاون معها. ويدخل في هذا الصدد النصوص بخدمات الاستقبال والإرشاد على الخصوص وإيلاء المواطن بالغ الأهمية عند تلقي شكايته أو وشايته أو حتى إيداء تظلمه سواء في الشارع العام أو في مكاتب الشرطة.
كما يمكن إضافة كذلك إلى هذا الجانب خدمات ذات الغرض الوقائي والاجتماعي والموجهة بالأساس إلى فئات أكثر طلبا وحاجة لمثل هذه الخدمات كفئات الشباب أطفال المدارس والأطفال المهملين الذين تتهددهم ظواهر إجرامية قد ينزلقون إليها بين الحين والآخر كتعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
3- ربط علاقات وعقود تشاركية مع بعض الأجهزة المحلية
Développement du partenariat :
إن تطوير التعاون بين إدارة الأمن والإدارات والمؤسسات الأخرى الفاعلة في المجتمع كالتربية والرياضة ومصالح النقل العمومي والوكالات العقارية والجماعات المحلية… إلخ، هو من الأهمية بمكان في مكافحة الجريمة وتحقيق الأمن للجميع.
4- تطوير نظام الشرطة التقنية المجاورة:
إن فسح المجال أمام الشرطة التقنية على أكبر مدى للمساهمة في حل معضلة الإجرام الحضري من خلال تقنيات التشخيص القضائي وتطوير نظام معالجة المعلومات الجنائية وعمليات تحقيق الهوية وغير ذلك من تقنيات الشرطة العلمية هو أيضا من تقنيات الشرطة المجاورة التي تسعى إلى تسخيرها على الصعيد المحلي بصورة واسعة.
5- توظيف وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمقروءة لتبليغ رسالة الشرطة للمواطن وتوعيته بأهمية دور الشرطة الذي تقوم به وضرورة التعاون معها.
وسائل الشرطة المجاورة:
لتحقيق مفهوم الشرطة المجاورة لابد من تمكين الشرطة من الوسائل التالية:
أ- الوسائل البشرية الكافية والكفاءة.
ب- تطوير وسائل العمل الفردية والجماعية.
ت- تكوين الشرطي.
ث- إعداد الإطار التنظيمي وتوفير المرجعية القانونية الملائمة لتحقيق تطبيقات الشرطة المجاورة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire