ضغوط العمل على الموظف


يتزامن شهر سبتمبر مع الدخول الاجتماعي ونهاية العطلة الصيفية التي يغتنمها جل الموظفين وعائلاتهم لأخذ الراحة والاستجمام، غير أن العودة إلى العمل ينجر عنها تحمل الموظف لضغط يومي ومشاكل تهدد صحته وتعرضه للإصابة بأمراض مزمنة.
لا يختلف اثنان على أن الوسط المهني يعد حقلا للموظف يتعرض فيه لضغوط يومية تؤثر على وضعه الصحي النفسي والجسدي، مما يؤدي إلى ظهور حالات توتر وقلق وإرهاق مستمر ما يدعى بالاحتراق النفسي والذي يؤثر بالسلب على مردودية أدائهم الوظيفي. وفي هذا السياق، أوضحت المختصة النفسانية صليحة بولكويرات أن الاحتراق النفسي أو الإرهاق الوظيفي، هو عبارة عن استجابة جسدية انفعالية ناتجة عن ضغوط في العمل، والظاهرة نفسية تصيب المهنيين مما تجعلهم أقل إنتاجية وأكثر كآبة وتوترا وأقل اهتمام بعملهم، لتظهر تباعا نتائج تلك الأعراض على جسد المرهق من العمل لتتمثل في اضطرابا النوم، آلام حادة ومتتالية في الرأس وكذا اضطرابات نفسية كسرعة الانفعال والغضب، ليجد بعدها المريض نفسه غير قادر على التعامل مع محيطه العملي والاجتماعي مما يجعله معرضا للعزلة والانطواء. وعليه نصحت ذات المتحدثة، أنه في حالة معاناة الشخص من الاضطرابات أو البعض من أعراضه التقرب من مصلحة طب العمل، مشيرة بأن كل المؤسسات توجد بها مثل هذه المصالح التي يتواجد بها طبيب وأخصائي نفساني حتى يتم التكفل به. ومن جانب آخر، أوضح جمال وهو موظف في إحدى الدوائر الإدارية أن عمله اليومي يقتضي منه ما يقارب 8 ساعات من العمل ما بين تحرير الوثائق الإدارية والرد على استفسارات المواطنين، مما يجعله يعود للمنزل مساء وهو متعب للغاية غير أنه في الىونة الأخيرة بات وضعه الصحي والنفسي يتدهور خاصة بعد ان بلغ سن 45 سنة، كونه يتعرض مرارا للقلق نتيجة لطبيعة عملهم  وهو ما بات لا يسمح له بالأداء الوظيفي الجيد وبإبراز الطاقة التي يمتلكها الموظف، فعند الغضب لا يستطيع تقديم أفكار مناسبة لعمله أي لا يتمكن من معالجة وإيصال المعلومات.

Aucun commentaire: