من هو الضحية - المجرم ام المجتمع ؟

تتميز شخصية المجرم بعدم الاحساس بمشاعر الاخرين و ذلك في الغالب بسبب ان الاخرين لم يشعروا به في صغره او انه لم يتعاطف معه احد و هو صغير فنشأ على ان الحب و التعاطف
لا وجود له في مجتمع الغابة الذي يعيشه.. لم يعطيه احد الحب لكي يطالب بأن ينشره على حوله فيما بعد ..
و من شاهد فلم السفاح او ابراهيم الابيض سيجد ان الاثنين قد ظلمهما المجتمع في صغرهما , فنشئا لا يكترثان بمشاعر الاخرين ..

يعني ان المجتمع مسئول بشكل او بأخر عن توليد المجرمين الذي يشتكي من وجودهم .. مثلا الطفل الذي نشأ في عائلة فقيرة و الذي يعايره الاخرون لفقره و لرثاثه ثيابه سينشأ و في قلبه طوفان من الحقد لا يوقفه شيء ..و الطفل اللقيط الذي يعايره المجتمع بجريمة لم يرتكبها هو بل ارتكبها ابواه سيكبر و في قلبه حقد كبير على ذلك المجتمع.. و اليتيم الذي يزدريه الجميع لان ابوه اخطأ و مات عنه !! سيكبر و لن يرحم احدا لان احدا لم يرحمه ... و مع الاسف ان كل ما اقوله يحدث في مجتمعات تدعي الاسلام الذي يحرم كل ذلك ...

اعتذر عن قسوة اللهجة لكن في الحقيقة ان لي صديق اعرفه منذ الطفولة كان الجميع يزدريه و يحتقره لان اباه كان بخيلا ! رغم انه مجرد ضحيه لبخل ابيه.. كبر هذا الشخص الذي كان على قدر كبير من الذكاء ليصبح متعاطيا للمخدرات و فاشل محترف لا يكاد يستقر في وضيفه لان شخصيته مهزوزة و لا يحسن التعامل مع الاخرين ..

ان صاحب الشركة الظالم الذي يمنع العاميلن حقوقهم يساهم بشكل او بأخر في ان يسرقه العمال
و الفتاة التي تخرج الى الشارع بلباس البحر تساهم بقدر ما في ان يتحرش الاخرون بها
و الاب القاسي الغليظ القلب الذي لا يرحم ابنائه يدفعهم الى العقوق دفعا ....

اني لا ادافع عن الجريمة لكنني اتسائل من الضحية؟؟
المجرم الذي كان ضحية للمجتمع حينما كان صغيرا ؟ ام المجتمع الذي اصبح ضحيته حينما كبر ؟
و الى اي مدى المجتمع مسئول عن "تصنيع" الجرمين الذين يصيح و يشتكي من وجودهم

Aucun commentaire: