عماد الطيب
قيل قديما ان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر وهي حكمة أثبتت حقيقتها الأوساط العلمية واكدت اهميتها.. ومن هذا المبدأ العلمي اعتمدت الامم في تقدمها وضمان مستقبلها على الاجيال الجديدة من خلال توفير التعليم لها ورعايتها وتقديم كل ما يساهم في تطوير امكانياتها واظهار ابداعاتها وتفوقها
ولهذا نجد ان جميع الخطط الستراتيجية تعتمد في المقام الاول على الجيل الجديد في تطبيقها ووضع الاسس والبناء.. ونريد ان نقول في موضوعنا الذي يخص التعليم البيئي، ان معظم دول العالم تبنت التربية البيئية في مدارسها وضمنت المناهج التعليمية مواد علمية عن البيئة وسبل الحفاظ عليها وحمايتها.
المراحل التاريخية للتعليم البيئي
قبل ان ندخل في جوهر الموضوع لابد ان نعرج الى اهم المحطات التاريخية التي مر بها التعليم البيئي.. هناك اربع وثائق سجلت تطور التعليم المتعلق بالبيئة، وهي:ـ ميثاق بلغراد سنة 1975.ـ المؤتمر الدولي حول التعليم المتعلق بالبيئة سنة 1977.
ـ الاستراتيجية الدولية للعمل في مجال التعليم والتكوين المتعلق بالبيئة لسنوات التسعينيات، سنة 1987.ـ قرار 21 للفصل رقم 36: ترقية التعليم، والتحسيس والتكوين لسنة 1992م. والمرجع التاريخي الأول للتعليم المتعلق بالبيئة على المستوى الدولي، هو مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة الإنسانية، الذي انعقد بستوكهولم سنة 1972م، حيث جاء فيه ضرورة التجنيد الدولي لتطوير التعليم المتعلق بالبيئة، تبعا لتوجيهات المؤتمر. في السياق نفسه، فإن العديد من الاجتماعات المحلية حول التعليم البيئي انعقدت عبر العالم في السنوات التالية، حيث أفضت إلى انعقاد ملتقى دولي حول التعليم البيئي ببلغراد سنة 1975م، وبداية تطبيق البرنامج الدولي للتعليم المتعلق بالبيئة من طرف اليونسكو.
وكان من أهم توصيات الملتقى، الدعوة إلى إقامة مؤتمر دولي حول التعليم المتعلق بالبيئة الموجه خصوصا إلى السياسيين والمخططين في مجال التعليم. والهدف الرئيس للمؤتمر الدولي حول التعليم المتعلق بالبيئة المنعقد بـ"تبيليسي Tbilisi" سنة 1977م، الذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، هو صياغة توصيات للبلدان الأعضاء المشاركة في المؤتمر، لتمكينها من اتخاذ سياسات وطنية لترقية التعليم المتعلق بالبيئة عشر سنوات فيما بعد، أي في سنة 1987م، وفي إطار صياغة ستراتيجية دولية للعمل في مجال التعليم والتكوين المتعلق بالبيئة لسنوات التسعينيات، نظمت كل من اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP مؤتمرا دوليا بمدينة موسكو. أما في سنة 1992م، وللتمكن من تقييم التقدم المنجز في ميدان التعليم المتعلق بالبيئة منذ عشرين سنة، أي منذ مؤتمر ستوكهولم، نظمت الأمم المتحدة بمدينة "رييدو جانيرو" مؤتمرا حول البيئة والتنمية، المسمى كذلك قمة الأرض، جمعت النتائج على شكل قرار في الوثيقة رقم 21، تضمن الفصل 36 منها توصية تحت عنوان "ترقية التعليم، التحسيس والتكوين"، وهذا القرار جاء لوضع قواعد العمل في ميدان التعليم البيئي من أجل تنمية مستدامة للسنوات المقبلة.
دور الأسرة في التربية البيئية
نبدأ اولا بالأسرة التي هي الاساس الاول في تعلم ابجدية حب البيئة والحفاظ عليها. وتعد الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة، وحمايتها من كل مكروه، وبناء الاستعداد لديهم للنهوض بها، ودرء المخاطر عنها، وترشيد الاستهلاك، والتعاون على ما ينعكس إيجابا على البيئة. ويتمثل دور الأسرة بما يلي:
التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة: إن للأسرة دورها في التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة بكافة أشكالها الدائمة والمتجددة وغير المتجددة.فالأسرة تسهم في بناء اتجاهات إيجابية عند أطفالها نحو البيئة ومكوناتها، ودعم قيم النظافة.وثمة كثير من المفاهيم البيئية تعلم في المنزل، مثل كيفية التخلص من النفايات الصلبة، ومقاومة الحرائق، والاعتناء بنباتات الحديقة أو الحيوانات الأليفة.
ـ التصدي لمشكلة التلوث، يكتسب الأبناء السلوكيات من خلال تعايشهم اليومي مع أسرهم، وبالذات أمهاتهم، وتعد التربية بالتقليد من أهم وسائل التربية، وتلجأ اليها الأسر لبناء اتجاهات إيجابية عند الأبناء نحو البيئة، فالأسرة لها دور في معالجة ما تعرفه عن البيئة من مشكلات، ولها بعض الأساليب التي تستخدمها لبث الوعي البيئي لدى الأطفال حيال المياه وتلوث المياه، على سبيل المثال:أن يتعامل الأبوان مع المياه بعقلانية، فلا إسراف ولا تلوث للمياه. أن لا يمل الأبوان النصح والإرشاد وتذكير الأبناء بأهمية المياه. أن يؤشر الأبوان إلى مواطن الخلل في قضايا المياه، ويدلا الأنباء على مصادر التلوث. أن يغرس الآباء في الأبناء قيمة النظافة في كل شيء.أن يشرك الأبوان الأبناء في عملية إبلاغ سلطة المياه عن أي تسرب للمياه.
حماية البيئة تبدأ
من دور رياض الأطفال
تسعى رياض الأطفال، في مجال حماية البيئة، إلى تثبيت التوجيهات التي بدأتها الأسرة في مجال استكشاف البيئة ومعرفة مكوناتها، وما تعرضت له من مشكلات وكيفية المحافظة عليها.ولعل المدخل المستقل، أكثر ملاءمة لتضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية في مرحلة رياض الأطفال, ويتمثل في برامج دراسة متكاملة للتربية البيئية كمنهاج دراسي مستقل, ذلك أن الأطفال في هذه المرحلة غير معنيين بتفريع المعرفة، وينظرون إلى الظاهرة أو المشكلة نظرة كلية شمولية, كما أن معلمات الروضة يستطعن تدريس ذلك المنهاج بسهولة، لأن المضمون لا يشتمل على عمق علمي. ويقع العبء الأكبر على عاتق معلمة الروضة في تحقيق الأهداف التربوية خلال هذه المرحلة. فمرحلة رياض الأطفال، وإن لم تصبح مرحلةً رسمية في التربية النظامية في كثير من بلدان العالم، إلا أن معظم وزارات التربية قد تحملت مسألة الإشراف عليها وتنظيمها ومتابعتها، إيماناً منها بأهمية هذه المرحلة في حياة الفرد, إذ لا أحد ينكر تميز السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان عن باقي مراحل العمر في تكوين الأسس التي تبنى عليها جميع الخصائص ذات العلاقة بشخصيته اللاحقة من عقلية وجسمية ونفسية وانفعالية, واجتماعية, وهذا ما أكده كل المربين بلا استثناء. ومن هنا زاد تنامي موجة الاهتمام بهذه المرحلة، لأنها تمثل أولى البيئات التربوية المنظمة التي يواجهها الطفل خارج حياته الأسرية, ولذا جاء في المؤتمر الدولي للتربية في دورته السابعة عشرة، التي انعقدت عام 1939م وجوب العناية بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال، ثم عاد وأوصى عام 1961م، بأن تعمل الدول على تشجيع استحداث مؤسسات ما قبل المدرسة والتوسع فيها وتطويرها.ومن هنا جاءت أهمية رياض الأطفال نتيجة قيامها بشيء من التعويض عن جوانب القصور في التربية المنزلية، وتهيئة جو من الأمومة يعوض الأطفال عن فقدان أمهاتهم، علاوة على تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والانفعالية على التكيف لما قد يطرأ من عناصر التجديد على البيئة, وفي الوقت نفسه اكتساب مهارات مناسبة لحماية البيئة, ومواجهة كل عمليات التلويث بطرق علمية ومنهجية.
المدرسة ودورها في تكوين القيم البيئية
المدرسة هي من أهم المؤسسات التي يعهد إليها المجتمع بمهمة رعاية أبنائه وتنشئتهم وإكسابهم القيم والإتجاهات وأنماط السلوك البناءة، الى جانب إكسابهم المعارف والمهارات، حيث أن المدرسة لها أهدافها التربوية والإجتماعية التي تعمل على تحقيقها لخدمة البيئة والمجتمع.فقد ظهرت الاتجاهات الحديثة في التربية التي ترمي الى ربط المدرسة بالبيئة المحيطة وربط البيئة بالمدرسة. ولقد أدخلت العديد من دول العالم برامج نظامية في التربية البيئية بالمراحل التعليمية المختلفة من أجل المحافظة على البيئة المحلية ومقوماتها، إلا ان هذه البرامج لم تسهم في الحد من تدهور البيئة بالشكل المطلوب. وهكذا ينبغي الاهتمام بربط المدرسة وبرامجها التربوية بالبيئة المحيطة. فالمدرسة تلعب دوراً كبيراً في تكوين الاتجاهات والقيم البيئية وأنماط السلوك البيئي السليم لدى التلاميذ، والتي تمكنهم من حسن التعامل مع البيئة، حيث ان التلاميذ يتأثرون بالأنشطة والممارسات التي تجري داخل وخارج المدرسة. ولكي تقوم المدرسة بدورها المنتظر نحو البيئة يجب ان تتضافر جهودها مع العديد من الأجهزة والمؤسسات الموجودة بالبيئة المحيطة،مثل الوحدات المحلية والأحياء والمجتمعات الأهلية والوحدات الصحية ودور العبادة.
قيل قديما ان التعلم في الصغر كالنقش على الحجر وهي حكمة أثبتت حقيقتها الأوساط العلمية واكدت اهميتها.. ومن هذا المبدأ العلمي اعتمدت الامم في تقدمها وضمان مستقبلها على الاجيال الجديدة من خلال توفير التعليم لها ورعايتها وتقديم كل ما يساهم في تطوير امكانياتها واظهار ابداعاتها وتفوقها
ولهذا نجد ان جميع الخطط الستراتيجية تعتمد في المقام الاول على الجيل الجديد في تطبيقها ووضع الاسس والبناء.. ونريد ان نقول في موضوعنا الذي يخص التعليم البيئي، ان معظم دول العالم تبنت التربية البيئية في مدارسها وضمنت المناهج التعليمية مواد علمية عن البيئة وسبل الحفاظ عليها وحمايتها.
المراحل التاريخية للتعليم البيئي
قبل ان ندخل في جوهر الموضوع لابد ان نعرج الى اهم المحطات التاريخية التي مر بها التعليم البيئي.. هناك اربع وثائق سجلت تطور التعليم المتعلق بالبيئة، وهي:ـ ميثاق بلغراد سنة 1975.ـ المؤتمر الدولي حول التعليم المتعلق بالبيئة سنة 1977.
ـ الاستراتيجية الدولية للعمل في مجال التعليم والتكوين المتعلق بالبيئة لسنوات التسعينيات، سنة 1987.ـ قرار 21 للفصل رقم 36: ترقية التعليم، والتحسيس والتكوين لسنة 1992م. والمرجع التاريخي الأول للتعليم المتعلق بالبيئة على المستوى الدولي، هو مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة الإنسانية، الذي انعقد بستوكهولم سنة 1972م، حيث جاء فيه ضرورة التجنيد الدولي لتطوير التعليم المتعلق بالبيئة، تبعا لتوجيهات المؤتمر. في السياق نفسه، فإن العديد من الاجتماعات المحلية حول التعليم البيئي انعقدت عبر العالم في السنوات التالية، حيث أفضت إلى انعقاد ملتقى دولي حول التعليم البيئي ببلغراد سنة 1975م، وبداية تطبيق البرنامج الدولي للتعليم المتعلق بالبيئة من طرف اليونسكو.
وكان من أهم توصيات الملتقى، الدعوة إلى إقامة مؤتمر دولي حول التعليم المتعلق بالبيئة الموجه خصوصا إلى السياسيين والمخططين في مجال التعليم. والهدف الرئيس للمؤتمر الدولي حول التعليم المتعلق بالبيئة المنعقد بـ"تبيليسي Tbilisi" سنة 1977م، الذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، هو صياغة توصيات للبلدان الأعضاء المشاركة في المؤتمر، لتمكينها من اتخاذ سياسات وطنية لترقية التعليم المتعلق بالبيئة عشر سنوات فيما بعد، أي في سنة 1987م، وفي إطار صياغة ستراتيجية دولية للعمل في مجال التعليم والتكوين المتعلق بالبيئة لسنوات التسعينيات، نظمت كل من اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP مؤتمرا دوليا بمدينة موسكو. أما في سنة 1992م، وللتمكن من تقييم التقدم المنجز في ميدان التعليم المتعلق بالبيئة منذ عشرين سنة، أي منذ مؤتمر ستوكهولم، نظمت الأمم المتحدة بمدينة "رييدو جانيرو" مؤتمرا حول البيئة والتنمية، المسمى كذلك قمة الأرض، جمعت النتائج على شكل قرار في الوثيقة رقم 21، تضمن الفصل 36 منها توصية تحت عنوان "ترقية التعليم، التحسيس والتكوين"، وهذا القرار جاء لوضع قواعد العمل في ميدان التعليم البيئي من أجل تنمية مستدامة للسنوات المقبلة.
دور الأسرة في التربية البيئية
نبدأ اولا بالأسرة التي هي الاساس الاول في تعلم ابجدية حب البيئة والحفاظ عليها. وتعد الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع في تهيئة الأفراد للحفاظ على البيئة، وحمايتها من كل مكروه، وبناء الاستعداد لديهم للنهوض بها، ودرء المخاطر عنها، وترشيد الاستهلاك، والتعاون على ما ينعكس إيجابا على البيئة. ويتمثل دور الأسرة بما يلي:
التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة: إن للأسرة دورها في التصدي لمشكلة استنزاف موارد البيئة بكافة أشكالها الدائمة والمتجددة وغير المتجددة.فالأسرة تسهم في بناء اتجاهات إيجابية عند أطفالها نحو البيئة ومكوناتها، ودعم قيم النظافة.وثمة كثير من المفاهيم البيئية تعلم في المنزل، مثل كيفية التخلص من النفايات الصلبة، ومقاومة الحرائق، والاعتناء بنباتات الحديقة أو الحيوانات الأليفة.
ـ التصدي لمشكلة التلوث، يكتسب الأبناء السلوكيات من خلال تعايشهم اليومي مع أسرهم، وبالذات أمهاتهم، وتعد التربية بالتقليد من أهم وسائل التربية، وتلجأ اليها الأسر لبناء اتجاهات إيجابية عند الأبناء نحو البيئة، فالأسرة لها دور في معالجة ما تعرفه عن البيئة من مشكلات، ولها بعض الأساليب التي تستخدمها لبث الوعي البيئي لدى الأطفال حيال المياه وتلوث المياه، على سبيل المثال:أن يتعامل الأبوان مع المياه بعقلانية، فلا إسراف ولا تلوث للمياه. أن لا يمل الأبوان النصح والإرشاد وتذكير الأبناء بأهمية المياه. أن يؤشر الأبوان إلى مواطن الخلل في قضايا المياه، ويدلا الأنباء على مصادر التلوث. أن يغرس الآباء في الأبناء قيمة النظافة في كل شيء.أن يشرك الأبوان الأبناء في عملية إبلاغ سلطة المياه عن أي تسرب للمياه.
حماية البيئة تبدأ
من دور رياض الأطفال
تسعى رياض الأطفال، في مجال حماية البيئة، إلى تثبيت التوجيهات التي بدأتها الأسرة في مجال استكشاف البيئة ومعرفة مكوناتها، وما تعرضت له من مشكلات وكيفية المحافظة عليها.ولعل المدخل المستقل، أكثر ملاءمة لتضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية في مرحلة رياض الأطفال, ويتمثل في برامج دراسة متكاملة للتربية البيئية كمنهاج دراسي مستقل, ذلك أن الأطفال في هذه المرحلة غير معنيين بتفريع المعرفة، وينظرون إلى الظاهرة أو المشكلة نظرة كلية شمولية, كما أن معلمات الروضة يستطعن تدريس ذلك المنهاج بسهولة، لأن المضمون لا يشتمل على عمق علمي. ويقع العبء الأكبر على عاتق معلمة الروضة في تحقيق الأهداف التربوية خلال هذه المرحلة. فمرحلة رياض الأطفال، وإن لم تصبح مرحلةً رسمية في التربية النظامية في كثير من بلدان العالم، إلا أن معظم وزارات التربية قد تحملت مسألة الإشراف عليها وتنظيمها ومتابعتها، إيماناً منها بأهمية هذه المرحلة في حياة الفرد, إذ لا أحد ينكر تميز السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان عن باقي مراحل العمر في تكوين الأسس التي تبنى عليها جميع الخصائص ذات العلاقة بشخصيته اللاحقة من عقلية وجسمية ونفسية وانفعالية, واجتماعية, وهذا ما أكده كل المربين بلا استثناء. ومن هنا زاد تنامي موجة الاهتمام بهذه المرحلة، لأنها تمثل أولى البيئات التربوية المنظمة التي يواجهها الطفل خارج حياته الأسرية, ولذا جاء في المؤتمر الدولي للتربية في دورته السابعة عشرة، التي انعقدت عام 1939م وجوب العناية بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال، ثم عاد وأوصى عام 1961م، بأن تعمل الدول على تشجيع استحداث مؤسسات ما قبل المدرسة والتوسع فيها وتطويرها.ومن هنا جاءت أهمية رياض الأطفال نتيجة قيامها بشيء من التعويض عن جوانب القصور في التربية المنزلية، وتهيئة جو من الأمومة يعوض الأطفال عن فقدان أمهاتهم، علاوة على تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والانفعالية على التكيف لما قد يطرأ من عناصر التجديد على البيئة, وفي الوقت نفسه اكتساب مهارات مناسبة لحماية البيئة, ومواجهة كل عمليات التلويث بطرق علمية ومنهجية.
المدرسة ودورها في تكوين القيم البيئية
المدرسة هي من أهم المؤسسات التي يعهد إليها المجتمع بمهمة رعاية أبنائه وتنشئتهم وإكسابهم القيم والإتجاهات وأنماط السلوك البناءة، الى جانب إكسابهم المعارف والمهارات، حيث أن المدرسة لها أهدافها التربوية والإجتماعية التي تعمل على تحقيقها لخدمة البيئة والمجتمع.فقد ظهرت الاتجاهات الحديثة في التربية التي ترمي الى ربط المدرسة بالبيئة المحيطة وربط البيئة بالمدرسة. ولقد أدخلت العديد من دول العالم برامج نظامية في التربية البيئية بالمراحل التعليمية المختلفة من أجل المحافظة على البيئة المحلية ومقوماتها، إلا ان هذه البرامج لم تسهم في الحد من تدهور البيئة بالشكل المطلوب. وهكذا ينبغي الاهتمام بربط المدرسة وبرامجها التربوية بالبيئة المحيطة. فالمدرسة تلعب دوراً كبيراً في تكوين الاتجاهات والقيم البيئية وأنماط السلوك البيئي السليم لدى التلاميذ، والتي تمكنهم من حسن التعامل مع البيئة، حيث ان التلاميذ يتأثرون بالأنشطة والممارسات التي تجري داخل وخارج المدرسة. ولكي تقوم المدرسة بدورها المنتظر نحو البيئة يجب ان تتضافر جهودها مع العديد من الأجهزة والمؤسسات الموجودة بالبيئة المحيطة،مثل الوحدات المحلية والأحياء والمجتمعات الأهلية والوحدات الصحية ودور العبادة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire