مسرح الجريمة وأثره في كشف الجريمة

يعتبر مسرح الجريمة أو المكان الذي ارتكبت فيه الجريمة مستودع الأسرار الذي من شأنه أن يدل على فاعل الجريمة وطريقة ارتكابها وظروفها وملابساتها من خلال ما يحويه من أدلة مادية0

واكتشاف الآثار والأدلة المادية من خلال معاينة مسرح الجريمة هو أحد أهم أعمال التحقيق الجنائي ويعرف بالتحقيق الفني ومن يقوم بهذا العمل يجب أن يكون شخصا فنيا مؤهلا للقيام بهذا العمل، ويقاس مدى نجاح المحقق الفني بالقدر الذي يتمكن فيه من الإحاطة بكافة الآثار والأدلة التي خلّفها الجاني أو أداة الجريمة في المكان والتعامل معها على نحو يحفظ لها سلامتها المادية وسلامتها القانونية0

ونقصد بالحفظ المادي للدليل أن يتم التعامل معه بما يحفظه من التلف بحيث يصل إلى الخبير الفاحص في المختبر الجنائي أقرب ما يكون إلى الحالة التي تركها الجاني، أما الحفظ القانوني فيستوجب مراعاة بعض الأصول القانونية التي تجعل الدليل المستمد من هذا الأثر في منأى عن الطعون من فبل الخصوم في مرحلة المحاكمة بالتبديل او التغيير، ولعل أهم ما يحفظ لهذا الدليل هذه القيمة هو المحافظة على ما يعرف بسلسلة الوصاية التي تستلزم رفع الأثر وتحريزه حسب الأصول القانونية ومن ثم نقله إلى المختبر وفك حرزه، ثم فحصه من قبل خبراء مختصين واستخلاص النتائج

ولما كانت الآثار المادية في مسرح الجريمة تمثل ما يتركه مرتكبو الجرائم من آثار وعلامات في مسرح الجريمة فإن هذه الآثار إما أن تكون ظاهرة يمكن إكتشافها بالعين المجردة كآثار الأقدام وبقع الدم والأظرف الفارغة ورؤوس الطلقات وبقايا الدهان وشظايا الزجاج وإما أن تكون خفية تحتاج إلى أجهزة وتقنيات مساعدة لكشفها مثل بصمات الأصابع والكتابات السرية والآثار الإلكترونية وبرامج الحواسيب0

والتعامل الفني الصحيح مع الآثار المادية في مسرح الجريمة يقتضي من ضابط مسرح الجريمة أن يقوم بملاحظة الآثار وتحديدها وترميزها وتسجيلها بالتصوير والرسم الكروكي وكتابة التقارير ومن ثم رفعها وتحريزها بما يكفل عدم تلفها او إستبدالها أو اختلاطها بغيرها، ومن ثم نقلها محرّزة إلى المختبر الجنائي لفحصها

ومن أجل نجاح هذا العمل من قبل ضابط المعاينة فإن البحث يجب أن يشمل جميع الأماكن التي مر منها الجاني أو المجني عليه مع مراعاة أن يكون المحقق الفني دقيقا في ملاحظته مثابراً ومجداً ومتأنياً في عمله مصرّاً حل لغز قضيته من خلال مسرح الجريمة0

على أن ما يجب ذكره هنا أنه مهما كان خبراء مسرح الجريمة على وعي ودراية وتصميم فإن عملهم قد لا يكون ذا فائدة إذا لم يتم المحافظة على مسرح الجريمة، فالعبث في مسرح الجريمة غالباً ما يؤدي إلى تدمير آثار الجاني والإبقاءعلى آثارالعابثين والمتطفلين وإرسال رسالة خاطئة للمحققين الذين يبذلون الجهد والوقت والمال في اجراء اختبارات لآثار لا علاقة لها بالجريمة ومرتكبها0

المعاينه : هي القاء نظره متفحصه على مسرح الجريمه لمعرفة نوع الجريمه وكيفية ارتكابها والاثار الظاهره .

اهمية المعاينه :

1- اثبات وقوع الجريمه او عدم وقوعها ونوع الجريمه متعمده كانت ام بالخطأ ومكان وقوعها وسبب وكيفية وقوعها والاداه المستخدمه .

2- معرفة كيفية دخول وخروج الجاني الى مكان وقوع الجريمه .

3- تحديد شخصية الجاني من خلال الاثار الماديه المتروكه في المكان مثل ( اعقاب السجائر , الدم , اللعاب , وغيرها ) .

4- الكشف عن الاثار الماديه التي تخلفت عن ارتكاب الجريمه سواء من الجاني او المجني عليه او الادوات التي استخدمها لارتكاب الجريمه .

5- معرفة الاسلوب الجرمي ومدى العنف الذي اتبعه لتحقيق جريمته .

6- تسهم المعاينه في وضع صوره واضحه لمكان ارتكاب الجريمه لتساعد القاضي على تصور كيفية ارتكاب الجريمه .

7- معرفة الاسباب والدوافع لارتكاب الجريمه ودور المجني عليه في حدوثها .

8- معرفة مكان وزمان ارتكاب الجريمه وعدد مرتكبيها لتحديد الوصف او التكييف القانوني للجريمه .

* مصادر الاثار الماديه :-

1- الجاني .

2- ادوات الجاني .

3- اثار من المجني عليه او ادواته على الجاني .

4- اثار من الجاني يتركها على المجني عليه .


* توثيق مسرح الجريمه ويتم ذلك بعده وسائل منها :-

1.التصوير الفوتوغرافي و تصوير الفيديو .

2.الرسم الكروكي ( رسم تخطيطي ) لمسرح الجريمه .

3. كتابة تقرير كشف مفصل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.